خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

أرقام ومعلومات تدعونا لإعادة النظر !

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. زيد حمزة حين قرأت الرقم الكبير كدت لا أصدقه لولا أنه صادر عن آفاز Avaaz المنظمة التطوعية المحترمة التي تعتبر اكبر منصة عالمية للتظلم وتُعنى منذ زمن بالعمل من اجل حقوق الانسان والعدالة الاجتماعية وحفظ البيئة ورعاية الحيوان، ويشارك في جهودها المتنوعة أكثر من 46 مليون عضو في جميع اصقاع الارض، والرقم الذي فاجأني وحرك في نفسي مشاعر الغضب والأسى هو الآتي: (( يـُذبح سنوياً 56 مليار رأس من الماشية بعد تربيتها داخل حظائر قذرة أشبه باقفاص السجون القديمة)).

وقبل تجاوز صدمة الرقم المذهل ذكرتنا آفاز في تعميمها الاخير عبر موقعها على الانترنت بأن استهلاكنا لهذا الكم الضخم من اللحوم ((لا يؤدي الى تعذيب هذه الحيوانات فحسب بل إنه يسبب ضررا هائلا لكوكبنا حيث تساهم الماشية في ازدياد الاحتباس الحراري اكثر مما تفعله السيارات والباصات والطائرات بدخان عوادمها في جميع انحاء العالم، بينما يتم استهلاك 75 % من انتاج الاراضي الزراعية على وجه الكرة الارضية من اجل إطعام الماشية)) بدل درء المجاعة عن الشعوب الفقيرة! فتساءلت كيف لا تصدم تلك المعلومات المؤلمة كل الناس أم أنهم يرونها قدراً مسلَّماً به، فاللحوم جزء من طعامهم عبر العصور وضرورة غذائية لا غنى عنها كما توهموا أو أُوهموا ! وهو ما كتبته قبل سنوات واردده كثيرا في مجالسي من ان اللحوم غير ضرورية لغذائنا كما اثبتت الدراسة التي اجرتها منظمة الصحة العالمية في ثمانينات القرن الماضي وأظهرت ان اللحم لم يكن في الاصل من اصناف الطعام التي يعيش عليها الانسان لأنه لم يُخلق كآكل للحوم بل للنباتات والدليل على ذلك حتى الآن ان فسيولوجية الهضم عنده لا تتضمن الاستفادة من اللحم النييء كما تستفيد الحيوانات آكلة اللحوم (وتسمى متوحشة !) لذلك لم يكن يأكلها منذ بدء الخليقة ولمئات الآلاف من السنين ولم يعرفها كصنف في طعامه إلا بعد الطهي (ومتى يا ترى تعلم الانسان الطهي ؟ فقط منذ آلاف السنين على ابعد تقدير ! أما كيف تعلم الطهي أو الطبخ فتلك قصة أخرى لها نظريات أو فرضيات متعددة وليس هذا مكان الاستفاضة في طرحها ومناقشتها)، وبعد نشر تلك الدراسة قامت ضجة غضب وتهديد في اوساط صناعة / تجارة اللحوم العالمية وأبرزها وأكبرها موجودة في الولايات المتحدة وكندا واستراليا، ولم اتابع الأمر لكن يبدو أن منظمتنا العتيدة لاذت يومئذ بالصمت!.. ومن الجدير بالذكر ان الدراسة خرجت بنفس التوصيات التي تنصح بها مؤسسة آفاز الآن فهي لا تناشدنا بأن نتحول جميعا الى نباتيين بين ليلة وضحاها لكنها تنبهنا ((بان الخبراء يقولون أن التخفيف من أكل اللحوم هو افضل ما يمكننا فعله لوقف هذه الكارثة العالمية (المجزرة) ولنتمكن في النهاية من اغلاق المزارع المقززة لتربية المواشي التابعة لصناعات اللحوم، وسنقضي على هذه الوحشية لا محالة))، فلقد أصبح معروفاً أن التخفيف من اكل اللحم لا ينتج عنه أي ضرر على الصحة ففي بروتينات الحبوب والبقول ومشتقات الالبان والبيض وسواها ما يغني عن البروتين الحيواني الذي بالاضافة الى عدم ضرورته فان نسبٌاً ضارة من الشحوم تصاحبه وقد تترسب على جدران الشرايين وتؤدي الى ارتفاع ضغط الدم.

صحيح ان تغيير عادات البشر الغذائية الممتدة على مدى آلاف السنين ليس سهلاً على الاطلاق ولا يفكر عاقل بمطالبة الناس بالتوقف التام عن تناول اللحوم لكن لا بد في مواجهة الحقائق المرعبة والمعلومات البالغة القسوة من البدء في التقليل منها في طعامنا وبذلك نساهم ولو على مساحة زمنية طويلة في التخفيف من معاناة هذه الحيوانات المسكينة التي تستولدها وتربيها شركات اللحوم الكبرى في ظروف سيئة مقززة وتسوقها في النهاية الى حتفها دون مبرر ودون فائدة، اللهم إلا المزيد من الارباح لاصحاب هذه التجارة او الصناعة.. القاتلة!

وبعد.. فعلى قاعدة ((من ساواك بنفسه فما ظلم)) وقطعا ليس في الأمر ظلم بل صحة وعافية (وتوفير لأن اللحم هو أغلى مكونات الطعام سعراً!) أؤكد لكم أنني في حياتي الخاصة أتبع هذه السياسة الغذائية منذ زمن طويل باستبعاد اللحوم من مائدة الطعام الا للضيافة! وأتمتع مع ذلك بصحة جيدة ولم يحدث عندي أي نقص في المكونات الاساسية للنمو الطبيعي السوي، رغم أني مازلت احب ((المنسف)) ولا أرفض دعوة يتصدرها!.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF